عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-2008, 03:20 PM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



إن مشكلة الحساسية المفرطة لدى ( الأحبَّاء ) ..

قد تخلق لهم مشاكل كثيرة و تسبب لهُم ( قَطيعَة ) وتترك بينهم ( فَجوَة )

رغم انهم في غنى عنها ..

ولعل أهمها وهو المرتبط بموضوعنا هي شعوره بأن سعادته مبتورة ..

أو إن لطرف الآخَر لم يحقق لهُ السَّعَادَة والأمان الذِي يبحَث عنه ..

والدَِّفء المَنشُود .. أو انه ناقص وغير مكتمِل أو أن هناك من يحاول ..

وهذا يحصُل في كثير من الأحيان أن يسرقها منه أو ينغصها عليه ..

أو أن حظه عاثر ليس كغيره ..

وحينها قد تقولي مُخاَطِبَة نفسُك ( مشكلتي أنني حساس ) أفلا تشعري

أحياناً أن هذه العبارة تنطبق عليكِ وتشكِّل لكِ مشكلة حقيقية ..

مع من تعرفيهم من أقارب وأصدقاء ومحبين حتَّى؟

ألا تشعرِي أن هذه العبارة تعرِّيك أمام نفسك..وتكشف لكِ ما بداخلك..

من صفات أخرى تريدي التخلص منها ولا تستطيعي فأجِدكِ فاشِلَة إزَائُهَا؟

بل ألا تشعري أن مجرد سماع هذه العبارة يثير بداخلك حساسية من نوع

معيَّن لا تعرفي كيف تتعاملي معها ..

أو تعرفي كيف تخففي من آثارها النفسية المتعبة عليكِ وعلى كبريائُكِ؟

بل ألا تشعري أن هذه المشكلة قد أفقدتكِ الكثير من ( أحبَّائُكِ ) ..

الذين أنفضُّوا من حولكِ .. وإتجهوا لغيركِ؟

ومثل الإحساس بهذه المشكلة يجعلك ودون أن تُلامِي تشعري أنكِ بحاجة

لـ ( أحبَّائُكِ ) دون منغّصات بحاجة لأن تجلسِي مع نفسُكِ ..

لتعيشِي مع نفسكِ .. مع آمالك مع أمانيكِ ..

ويظل السؤال حول موضوع ( الأحبَاب ) .. وهو هل نحنُ بالفِعل نستثمر

كل ( الأحبَاب ) من حولنا أقصَى إستثمار مُمْكن؟

وأقصُد هنا الإستثمار المشروع ( فلاتفهَمِينِي خَطأ أرجُوكِ ) وبتحديد أكثر

هل تحاولِي أن تفكّرِي في جوانب جمالية أخرى من حَيَاتُكِ غير مرئية؟

إن كلِمَة ( الأحبَاب) كمفهوم ..

الكل يحاول أن يفسِّرها حسب مستوى تفكيره وطريقة تربيته ونظريته للحياة

ولكن إحساسكِ بـ ( بالأحبَاب ) أو المحبِّين لا يكتمل عقده اللؤلُؤي ..

بشكل جميل ..

إلاَّ حينما تري من حولكِ سعيداً مُبتهجاً مَسرُوراً .. والأهم من ذلك كلّه ..

أن يكون لكِ دور واضح ملمُوس وعملي في إشعَال قَنَادِيل ( الحُب )

وياعِينِي على ( الحُب ) على من حولك مِمَن هُم في حاجة ماسة ..

لهذا ( الحُب ) ..

ومن عساهم يكونون أكثر من المقربين لنفسكِ والعزيزين على قلبكِ؟

إن ( الحُب ) والحَدِيث لَكِ أختِي الأستَادَة المُحتَرِمَة ( بَنُّوتَة كُول )

لا يكتمل بإذن الله ..

إلاّ بعد أن تشعري بروح الأسرة الواحدة تظلل عليكِ ( حُبّكِ ) ..

ذلك ( الحُب ) بكافة ألوانه وأشكاله وأنماطه حتَّى .. دون استثناء ..

لابد لكي أن تشعري بالسَّعادة الحقيقية أن نخاف على بعضنا ونحرص ..

على بعضنا وأن نلتئم على بعضنا .. وأننا في حاجة لبعضنا ..

لأنه شيء مُؤسِف ومُحزن أن تري عِلاقَة أو صَدَاقَة كاملة يظللها الحُب

والتفاهم والتعاون لسنوات طوِيلَة ثم تبدأ بالتفكك والإنهيار والتَّصَدُّع أحياناً

من كثرة المشاكل والسبب هو المال مَثَلاً هو الفلوس التي غيرت النفوس

أو الغِيرَة وأصبح الشخص منا أنانياً ومادياً .. لا يفكِّر إلاَ في نفسه ..

ولا يعمل سوى لنفسه !!

بينما من هم أقرب الناس إليه من المحبين أو الإصدِقَاءهم أبعد الناس منه

أليسَت تِلك هِيَ اللمَة (الغَرَامِيَّة) التي نتحدَّث عنها ونرغب في أن تكون

جُزءاً لايتجزَّأ من حياتنا الجافة التقليدية التي حرمتنا وحرمت من نحب ..

من السَّعادة الحقيقية .. التي تضفي على حياتنا معنى وهدفاً وتشعرنا ..

أن لنا دوراً مهماً..ومهماً جداً..في إسعاد الآخرين مِمَن أحبونا بصِدق..

وأبدوا إستِعداداً كاملاً .. للتنازل عن أشياء وأشياء فَقَط ليكونوا قريبين منَّا

فَقَط ليلازمُونَا فَقَط ليكونوا بِمُحَاذَاتُنَامهمَا بدَت مهمَا كانت ظروفهم صعبَة؟

ثُمَّ دعِينِي أسألكِ !!

ماهِيَ الحَيَاة إن لم تكن ( حُبَّاً ) وتعاوناً مشتركاً على الخير ..

وفي أوجه الحياة المختلفة؟

وما هو النَّجاح إن لم يكن احساساً متبادلاً بـ ( الحُب ) والتَّضحِيَة والوفاء

بين كافة أفراد المجتمع أو فريق العمل إن أرَدتِ؟

وان شئنا أن نرى مفاهيم أخرى للسعادة ولـ (الحُب) وأوجهه المختلفة

فلنُلقِي نظرة إن شئنا لأول أيام العيد وصلاة العيد تحديداً ..

لننظر ان كافة الناس وهي ذاهبة لصلاة العيد بكل اشكالها وأعمارها ..

وجنسياتها الرجال والنساء والأطفال بملابسهم الجديدة وبكل ثقافاتهم

الكل من هؤلاء متوجه لأداء صلاة العيد والفرحة بادية على محياه ..

والسَّعادة تغمرِه من أعالِيهِ لأسفَله بداخل قلبه يشكر ربه على أن أبقاه ..

لهذا اليوم الذي يشاركه فيه الآخرون فرحته..

أليس هذا الجو بالمعايدة بعد انتهاء الصَّلاة والكل يصافح غيره ويدعو لهم

بالصَّحة والعافية ..

بل أليس هذا كله يعطيكِ شعوراً وجواً رائعاً مختلفاً بـ(الحُب) وبالسَّعادة؟

أليسَت تلك قيماً سامية حلوة .. تستحق ان ننادي بها .. وندعو إليها؟

الأستَاده المُحتَرِمَة (بنُّوتَة كُول) أخَالُكِ الآن تَقُولِين كلامك صَحِيح

ولستُ بصَدَد الإختِلاف مَعِك ولكن هناك فئات أخرى محرومة من ( الحُب )

مُبتُورَة عنها السَّعَادة كمن هم على الأسرة البيضاء أو اخواننا وأخواتنا

وأهلنا في البلاد الإسلامية الأخرى .. مِمَن خيَّم عليهم القهر والظلم ..

وأرهقتهم الحروب الجائرة التي فرضت عليهم رغماً عنهم ..

وحرمتهم من أبسط حقوقهم المشروعة وهي الحرية والعيش في أمان

وسلام..

فكَيف هُو السَّبِيل معهُم كَيف نسعدهُم ليشعروا بما نحنُ فِيهِ من سَعَادَة

وحُب عَارِم؟

أليسَ هذا مايدُور في رأسُكِ وعقلكِ الآن وأجِدكِ عاجِزَة عن قوله؟

حَسَنَاً !!

إذا مَا أرَدتِ أن تسعدي هؤلاء النَّاس فأبسط أوجه السعادة أن تشعري ..

أن لحياتكِ معنى وهدفاً واضحاً وهذا يمكن أن تحققيه لو أرَدتِ ..

عن طريق كفالة يتيم مثلاً .. أو أن يكون لك ( صَدقَة جَارية ) ..

وهكذا سوف تشعري أن لكِ رصيداً من السَّعادة في جوانب مختلفة ..

ليسَ في حياتكِ فحَسب .. بل وبعد مَمَاتكِ بعد عمر طويل بإذن الله ..

ما أريد أن أصِله إليكِ .. هو أن ( الحُب ) له أوجه مختلفة وعديدة ..

ويمكن أن نحصُل عليه ونوفره من مصادر عديدة ..

وأماكن مختلفة مهما كانت امكاناتنا وظروفنا..فالمسألة نسبية كما ذكرت

ولكن الأهم ان نستمر في تمويل هذا ( الحُب ) بأساليبنا الخاصة ..

وإن شئتِ أن تقومي بذلك فما عليكِ من الآن سوى تفسير مفهوم (الحُب)

بالنسبة لكِ ..

ومن توسيع ذلك المفهوم وعدم جعله خاصاً بكِ أنت ِوحدكِ..

بل ليشمل أناساً تُحبِّيهم وتعزيهم..

أنظري إلى ما يسعدهم وحقيقه لهم .. أنظري إلى ما يضايقهم وحاولي

أن تبتعدي عنه .. وإلى ما يحرجهم وحاولي تجنّبه.. والأهم من ذلك فكري

فيما يحلمون بهِ .. ويطمحون إليهِ .. وفاجئيهم بهِ على حين غرَّة إن كنتِ

قادرة عليه بالطبع ..

وحينئذٍ سوف تشعري أنكِ في سَعادة حقيقية لاتعادلها سعادة إلا الشَعور

برضا ربك عنك .. ثمَّ رضا والديكِ الذي أنتِ في أمس الحاجة إليه..

ابتسمِي بالقدر الذي يجعل الناس يشعرون انكِ قريبَة منهم واختصري ..

في حديثكِ بالقدر الذي يفهم الآخرون منه انكِ تريدي أن تستمعي لهم ..

أكثر مِمَا تريدي أن تتكلم أو تفرضِي أشياء معينة عليهم..

ولاتظهري أمامهم بوجه ( عَابِس ) مهما كان قلبُكِ مُثقلاً بالهمُوم والمآسِ

اقبلي على الناس وكأنكِ تعرفيهم ولسَتِ غريبَة عنهم ..

أو أنهم غريبون عنكِ ..

حاولي حتَّى إن أستَطَعتِي في حالة تركك لمن حولك ألاّ يكون هذا هو ..

آخر عهدكِ بهم ..

حاولِي ألاّ تخسريهم مهمَا تعالوا وشافوا حالهم عليكِ ..

إنزلي من بُرجُكِ العَاجِي قليلاً تنَازلِي عن كبريائُكِ هُوَينِي لكَي يذكرونكِ

بالخَير ..

لأننا والحَق يُقَال وهذه حقيقة لا نستغني عن الناس بل نحنُ بحاجة لهم

صدقيني إن النَّفَر منَّا مهما حاول أن يقول لنفسه وهذا من باب التَّعَالِي

والغرُور أحياناً .. ( أنا لستُ بحاجة لغيري ) و ( أنا مكتفِي بما لدي ) ..

وأنا استطيع أن أحقق السَّعادة لنفسي .. فإنه يكون مكابراً لنفسه ..

لأن هذا قد يتحقق ولاشك !!

ولكن كم نسبته؟

وكما قِد قلت ( الحُب ) جَمِيل..ولكن سوف يكون أجمل وأفضل وأروع

حينما نكون مع من نحب .. حينما نكون مع من نرتاح إليهم حينما نكون ..

بقُرب من نشتَاق إلى الحَدِيث والجلوس مَعهُم .. والفَضفَضَة إليهم ..

لأننا نُشعُر أنّهُم أنفُسنا ..

حتَّى لو كانوا بعيدين عنا مَكَانِياً بحُكم الظروف الصَّعبَة .. ألا تتفقين معي

أم أن لكِ رأياً آخر قولِي بصَرَاحَة ولاتَستَحِي فَلا أحداً يَسمعِك سِوَاي؟

/

/

/

إنتـَـر