عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2008, 05:32 PM   رقم المشاركة : 17
ذهول اللقاء
( مشرفة عالم الجوال والصور )
 
الصورة الرمزية ذهول اللقاء

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة




ثمة رجال يرحلون عن هذه الدنيا الفانية، لكن تظل سيرتهم وسمعتهم النيّرة تلوح في أُفق الذاكرة سنوات وسنوات.. فمن هذه النماذج الرائعة التي حفرت اسمها في صخرة الذاكرة الرياضية صاحب السمو الملكي الأمير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله -.. هذه الشخصية الكرازمية التي تميزت بفكرها الرياضي القيادي وموهبتها الفطرية في فن التخطط والعمل المدروس، وخلال فترة رئاسته الذهبية التي امتدت لأكثر من ربع قرن من الزمن استطاع أن ينقل الرياضة السعودية من عالم البداية إلى عالم الريادة كانت كفيلة بأن تضعه في مصاف القياديين البارزين في المجال الشبابي والرياضي. .. واليوم نسلط الضوء على جانب من حياة رائد النهضة الرياضية الحديثة الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله .


من مواليد عام 1946م بمدينة الرياض. حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية والإدارة من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1971م.

هو رجل.. هزم إسرائيل في كافة المعارك التي خاضها ضدها في
المنظمات الرياضية الآسيوية والدولية.. ومنعها من تدنيس الأرض
العربية من بوابة الرياضة.. وحرمها من دخول الدول الآسيوية
وإقامة علاقات شعبية معها، وساعد في إفشال كافة البطولات
العالمية التي تشارك فيها إسرائيل، حتى إنه تبنى قبل أيام من
وفاته فكرة مقاطعة الدول العربية لبطولة كأس العالم للشباب في
كرة اليد.. فانسحبت السعودية والكويت والبحرين وانسحبت دول
أخرى قبل الأرجنتين وكوت ديفوار وأنجولا لأسباب أخرى

مما ساهم في فشل البطولة، وينجح في تشكيل لوبي عربي في المنظمات الرياضية
العالمية لمناصرة فلسطين والتصدي لألاعيب إسرائيل، حتى تمت إعادة عضوية فلسطين
كاملة للجنة الأولمبية الدولة، وفي الاتحاد الدولي لكرة القدم وباقي المنظمات
الرياضية الأخرى، وهي الخطوة التي تعني اعتراف العالم بدولة فلسطين قبل
إعلانها بسنوات.




والذي أخذ كثيراً من سمات الملك فيصل - رحمه الله - فاهتم بالدول العربية
والإسلامية.. ولم تقف آماله وطموحاته عند حدود الدولة السعودية، والذي تلقى
تعليمه الأساسي في السعودية وعلى أيدي مدرسين مصريين وسعوديين، وحصل على
شهادته الجامعية في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة
الأمريكية عام 1971م، وقد شعر بأهمية الرياضة في زرع الحب والسلام بين الشعوب
خلال هذه الفترة، وتمنى لو تمكن من العمل في مجال صياغة وجدان وأجسام الشباب،
ولمس أهمية الرياضة في لعب دور إعلامي مهم من الدولة والنظام السياسي، وأحب
العمل في مجال الثقافة والفنون وأيَّد كل ما يبني العقل والجسم.. ورفض كل ما
يهدم أو يؤثر عليهما.


عمل بعد عودته من أمريكا مديراً لرعاية الشباب بوزارة العمل والشئون
الاجتماعية، وظهر نجمه على المستوى العربي حين أشرف على تنظيم دورة الألعاب
الرياضية لدول الخليج عام 1972م، وحاول في هذه الدورة أن يكون لقاء الشباب
العربي هادفاً ومساهماً في نشر الروح الرياضية.. والمبادئ الرياضية السامية،
ولمع نجمه.. وبزغ حتى أسندوا إليه مسئولية الشباب والرياضة في السعودية، فاهتم
الأمير الشاب بإنشاء بنية أساسية رياضية.. فقام بإنشاء مقار حديثة للأندية
الرياضية تتوافر فيها ملاعب كافة الألعاب الرياضية، وبيت للشباب، ومركز للفنون
والثقافة، واهتم بإنشاء مراكز رياضية متكاملة في الرياض وجدة والدمام، وأنشأ
معهد لإعداد القادة في مجال الشباب، واهتم بالارتقاء بمستوى المدربين والحكام
والإداريين والطب الرياضي.




وانتقل فيصل بن فهد من مرحلة التأسيس إلى مرحلة تطوير المنظمات الرياضية..
فطالب بإنشاء الاتحاد العربي للألعاب الرياضية عام 1976م واستجابت له الدول
العربية، ويشرف هذا الاتحاد على إقامة دورات الألعاب العربية، ويضم تحت عباءته
كافة الاتحادات الرياضية في مختلف الألعاب، وكان هذا الاتحاد بداية وجود نشاط
رياضي عربي يجمع شباب العرب في الملاعب الرياضية.

وحاول فيصل بن فهد إحداث تطور في المستوى الفني للرياضة السعودية؛ فطالب
باستقدام الخبرات الفنية العربية والأجنبية لقيادة الرياضة السعودية، ولأعداد
جيل جديد من المدربين السعوديين، وظهرت الرياضة السعودية على الساحة الآسيوية
والدولية، ففاز منتخب السعودية لكرة القدم بكأس الأمم الآسيوية، ثم انفتحت
شهية المنتخبات السعودية المختلفة للمنافسة بقوة على كافة البطولات الآسيوية،
ولكن أبرز النجاحات التي حققها أمير الشباب العربي كانت صعود السعودية إلى
نهائيات كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخها عام 1994م بأمريكا ثم عام
1998م، وبدأت السعودية تظهر كقوة كروية حتى نجحت في تأسيس بطولة العالم
للقارات على كأس الملك فهد بن عبد العزيز، وهي البطولة التي تضم أبطال قارات
العالم، وقد أدى نجاحها إلى إدراج الاتحاد الدولي لها ضمن بطولاته الرسمية،
وهو ما منح السعودية مكانة دولية مرموقة، فلم يسبق لدولة ما في تاريخ كرة
القدم أن تبنَّت تنظيم دورة رياضية دولية تضم كبرى المنتخبات العالمية ثلاث
مرات بنجاح منقطع النظير، فقد شاهدت جماهير الكرة في العالم منتخبات العالم
الكبرى البرازيل والأرجنتين وألمانيا والدانمارك ونيجيريا تلعب على ملاعب
السعودية.

واجه الأمير فيصل بن فهد صعوبات شديدة بعد تأسيس الاتحاد العربي للألعاب
الرياضية.. وذلك بسبب القرار السياسي بمقاطعة مصر لتوقيعها اتفاقية سلام مع
إسرائيل، ولم يكن فيصل بن فهد يرغب في اتخاذ مثل هذا القرار؛ لأنه لم يساعد في
نجاحه هو شخصيَّا في تنظيم بطولات عربية في ظل غياب مصر عنها، ولكنه كان أسعد
الناس حين تم رفع هذا القرار، فطلب تسهيل تنظيم الأندية المصرية للبطولات
العربية.

فيصل بن فهد رفض تدخل السياسة السلبي في إدارة الرياضة العربية ولكن لم يكن
أمامه حل.

أجاد الأمير الراحل استخدام المال وتوظيفه في الرياضة.. فدعَّم الاتحادات
الآسيوية والدولية مما منحه ثقل كبير، ودور مهم في التأثير في قرارات هذه
الاتحادات، وقد آمن ابن فهد بدور الرياضة في منح السعودية قوة على المستوى
الدولي من خلال وجود السعوديين في هذه الاتحادات والتأثير فيها، وباستضافة
مشاهير الرياضة في العالم في المناسبات الرياضية بالسعودية، وهم النجوم الذين
يلاحقهم الإعلام العالمي أينما ذهبوا.


ونجح أمير الشباب بدوره في المساندة للمشروعات الخيرية في الدول الإسلامية في
احتلال مكانة طيبة في قلوب الشعوب العربية والإسلامية، فقد ساند رحمه الله كل
مشروع خيري وتبرع له ودعمه، وكان يأمل في احتلال شخصيات عربية لمواقع عالمية
مؤثرة رغبة في إنصاف القضايا الثقافية العربية والاجتماعية في المنظمات
الدولية، وكان ينوي - مثلاً - قبل رحيله مساندة المصري سمير زاهر في احتلال
كرسي رئاسة الاتحاد الأفريقي، بل إنه كان يتبرع ويكافئ أي بطل عربي، وقد تبرع
بمليون جنيه لمنتخب مصر الفائز بكأس الأمم عام 1988م.



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

حــــــــــمامه الســــــــــلام
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



حاول الأمير فيصل بن فهد الدارس للعلوم السياسية الهروب بالرياضة العربية من
ألغام الخلافات السياسة.. وكان أقسى امتحان تعرض له قبل وفاته بأسابيع قليلة
حين وافق على اشتراك العراق في دورة الألعاب العربية بالأردن بعد غيابها عن
دورتي الألعاب في سوريا ولبنان، وكانت هذه الموافقة تعني إغضاب الدول الخليجية
وفي مقدمتها الكويت التي ترفض الاشتراك في أي بطولة رياضية توجد فيها العراق.


وكان هذا الموقف من توابع غزو العراق للكويت قبل عشر سنوات، واستقال الشيخ
أحمد فهد الأحمد الصباح المسئول عن الحقيبة الرياضية في الكويت من كافة
المناصب الرياضية العربية، ولكنه وافق على اشتراك الكويت رمزيًّا في طابور
العرض، ورفع علمها ضمن الدول المشاركة.


ونزع الأمير السعودي فتيل الأزمة بين قطر من جهة والدول الخليجية حين حدث
تقارب بين قطر والعراق، وتدخل فيصل بن فهد، وأدى إلى إحداث تقارب خليجي قطري






التوقيع :
[الكبر لله]...
والمرجع كفن.,