عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-2008, 01:02 PM   رقم المشاركة : 9
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


كثيرَة هِيَ المواقِف الحيَاتِيَّة الصَّعبَة والمُؤلِمَة التِي تجعلنا أحياناً نَتَمَنَّى ..

وَنَتَمَنَّى ألاّ نَعِيش لحضَتهَا ولم نَرَاهَا من شِدَّة قَسوَتهَا على نفوسِنَا وَقلُوبنَا ..

خَاصَّة حِينَمَا تَتَعلَّق تِلك المَوَاقِف بالذُّل وَالمَهَانَة ودَحض العِزَّةُ ..

وإسقَاط الشَّرَف .. الذِي خلَقنَا اللهُ عز وجَل عليه من قَوَامِيسُنَا وَأجنِدَتنَا !!

فأنتِِ اُستَادَة ( فَرَاولَة ) أحياناً .. وبحكم الظروف التي تُحييها ..

وبحكم العقلية التي تأتمرِي بأمرها ..

ولا تستطيعي ان تخرجي عن طوعها أحياناً .. كونها أعرف وأدرى منكِ ..

أحياناً بحكم تلك الظروف تفرض عليك الحياة نمطاً معيناً من المعيشة ..

أنتِ نفسُك غير مقتنعة به ..

كما هُوَ الشَّيخ الفَاضِل الذِي يمثُل أمامنَا فِي الصُّورَة أعلاه ..

مواقِف غير راضيَة عنها منذ البداية .. ولا تشعري انهَا تُلبي حتى أقل ..

طموحاتكِ أو حتى الحد الأدنى من أمانيك البريئة ..

ولا تشعرِي أنهَا تُشبع احتِيَاجك العاطفي .. الذي يتأجج فِي دَوَاخِلكِ ..

ذلك الإحتياج ( الأمني ) الذي طالما حلمتِ به وطمحتِ في الوصول إليه

ولكنكِ مع الأسَف ترضين بهذا النمط ..

وهذا الواقع المَرِير رغماً عن أنفُكِ ..ترضين به لأنه ليس هناك بديل سِوَاه

على الأقل في تلك اللحظة الحرجة .. ترضين بهِ لأنكِ في موقف الضعف

والعجز وقلة الحيلة .. ترضين به لأن المجتمع هكذا يريد ..

بقِيَادَة ( أميركَا ) اللعِينَة .. وإبنَتُهَا ذَات الدَّلال ( إسرَائِيل ) ..

وأنتِ من عليكِ ان تدفعي ثمن سكوتك ورضاكِ الذي يُفَسَّر على أنه موافقة

بينما أنتِ في قرارة نفسكِ ضد كل مَا يُطلب منكِ رغماً عنكِ ..

أو يُفرَض عليكِ من طوق يلفُّ عُنقكِ لتَشعُرِي مَعه بَالخَنق ولكن ماذا تفعلي؟

فحتى الإعتراض نفسه لا يفترض ان يكون في قامُوسكِ اللغوي أصلاً ..

نعم تعيشي هَذِهِ الحَيَاة كغيركِ ..

ولكنك لا تشعري بالسَّعادة التي يتحدثون عنها .. او تتوقي أنتِ إليها ..

كما كنتِ تحلمي بها .. أو كما كنتِ ترِيها وتعرفِيها..

تشعري بأنكِ مجرد إنسَانَة عادية مسلوبَةالإرادة .. تُؤدِّين دوراً مطلوباً منهَا

وعليهَا تنفيذه كما يُراد منها بالحرف الواحد ويَاوِيلُكِ لَو قَصَّرتِ ..

وهكذا تعيشي وتُحسب عليكِ حياة .. تُحسَب عليكِ سعادة ..

وحتى لو اعترضتي فإنكِ تُقارَنِين بالآخرين .. وأنكِ أفضل حالاً منهم ..

على الأقل أنتِ لديكِ ولديكِ وهم ليسَ لديهم..بينما وجه المقارنة غير عادل

ومجحف في حقكِ !!

ولكن ماذا تفعلِي سِوَى ان تشتكي همَّك إلى الله وتلجَئِي إليه؟

ماذا تفعلِي سِوَى ان تلوذِ بالصَّمت وترضي .. وَالدمُوع من عَينَيكِ رِقرَاقَة

دون أن تجِد من يَمسَحهَا برِفقٍ وَيَحتَوِيهَا ؟

وهكذا تظلِّي على هذا المنوال..حياة رتيبة غير متجددة..لا تشعري معها

ان لكِ طمُوحَات كغيركِ مِمَن هُم في مثل عمركِ .. أو قريبِين منه ..

أو مِمَن هُم في مثل ظروفكِ أو وضعكِ؟

ولِمَ الشَّكوى طالما كل شيء متوفر الأكل والشُّرب واللبس وكأن الحياة

هي كل ذلك؟

ومع ذلك ترضِي بهذا كله وأكثر أتَعلَمِينَ لِمَاذَا؟

لأنكِ تدركِ فيما بعد ان هذا هو قدركِ الذِي ليسَ لكِ مَنَاص عَنه ..

الذي عليكِ ان تقبلي به .. وتتعايشِي معه .. ولا تعترضي عليه ..

لأنكِ حينئذٍ سوف تُعتَبَرِي خارجَة عن منظومة العقل الإجتماعي ..

وعن منظومة السُّلطة الاجتماعية ( الأمِيركِيَّة ) .. التي نحنُ من أوجدها ..

وسنّ قوانينها ..

وطالب غيره بالإلتزام بها .. وعدم الخروج عنها ..

وإلاّ اعتبر في عداد المارقين عنها ..

وهذا الموقف..ولا زُلتُ أحدثكِ أستادَة ( فَراولَة ) تجديه في جميع أوجه..

الحياة المختلفة ..

تجدِيه حينما تواجهِي أزمة مَرَضية أومالية أونفسية أواجتماعية أوعاطفية

وهذه العاطفية مشكلتها مشكلة .. وحلها ليس بالأمر السَّهل ..

لأن الحل في يدكِ أحياناً .. ولكنكِ لا تستطيعي أخذه ولا تقوي عليه ..

لأنكِ أضعف من ان تأخذيه .. خاصة حينما تكون مشاعركِ صادقة ..

لدرجة الشفافية .. وحينما تكونِي حساسة لدرجة شعوركِ بالذنب ..

لكل خطوة ..

او قرار تتخذيه في حق غيركِ .. رغم ان فيهِ راحتكِ على المدى البعيد؟

ولكن هل تستمر الحياة على نفس الوتيرة إلى الأبد؟

هل تظل مشاعرنا الصَّادقة مكبوتة في قلوبنا ومحبوسة في صدورنا ..

تعيشُ في الظلام؟

وهل تظل أحلامنا تُوأد أمامنا في كل لحظة وكأن جريمتها أنها حُلم بريء؟

هل تظل نظرتنا للحياة بكل ما فيها من إرهَاصَات هِيَ نظرة اُحَاديَّة قاصرة؟

هل نظل نسمع عن السَّعادة ونحلم بها دون ان نراها ..

أو نعيشها على حقيقتها في يومٍ ما؟

بَل هل من العدل ان يضيع عمرنا هدراً ونحن مازلنا في مقتبله وفي أوجّه

وعنفوانه حَتَّى؟

وإلى متى نظل ننتظر وننتظر دُونَ أن نَصِل؟

أليسَ ذلك مُتعباً وقاسياً على نفُوسِنَا البِشَرِيَّة التَّوَّاقَة للخَير البَاحِثَة عَنه

السَّاعِيَة إلَيه؟

مشاعر ربما جعلتكِ أستَاده ( فَرَاولَة ) تقولِي بينكِ وبين نفسكِ أهذا أنا؟

أيُعقل ان أكون كذلك من عدم التحكم في مشاعري وعواطفي؟

أينَ قوَّتي التي كنت أفاخر بها؟

وأين انتقادي للآخرين؟

وكيف أكون كذلك وأنا بنفس وضعي ومركزي كيف؟

ألا تحسِّي بمثل تلك المشاعر أو بعضها أحياناً؟ ألا تنتابك لحظات صمت ..

تعجزي فيها عن الكلام .. أو الرد على الآخرين أو التعليق على ما يقولون

رغم انه مشهود لكِ بفَصَاحَة اللسَان ؟

خِتَاماً بعتذِر منكِ أستاده ( فَرَاولَة ) لأنِّي أطَلتُ الحِوَار..وإنحَرَفت قَلِيلاً ..

عن جَادَة الموضُوع .. فكلِّي أمَل وَمُنَى..ألاّ تكُونِي قد اُصِبتِ بالملل ..

جرَّاء القِرَاءَة وَشُكراً جَزِيلاً اُختَاه ،،،



/

/

/


إنتـَــر