.
-2-
قلتُ مرةً: أعلمك كيف تحبني و تعلمني كيف أكرهك و كلانا فشل في تعليم الآخر ، في واقعِ الحال فإن المشاعر العميقة القابعة في عمق النفس الإنسانية تؤثر تأثراً جذرياً على فهمِ العلاقة و على ترجمةِ المشاعر، إن ما يجده المحب مِنْ الصدود و الكذب و البهتان دعوة مِنْ المحبوب إلى إدخال الكره و البغضاء بينه وبين الحبيب و فيها مِنْ سياسةِ القهرِ التي تستخدم مِنْ قبلِ العقولِ الفقيرة و النفوس الضيقة إن أقل ما يوصفون به أنهم لا يعرفون الحب و لا يعرفون مِنْ ثقافة الجرح إلا أن يجرحوا ولا يُجْرحوا إنهم أنانيون مجانين* لأنهم يمنعون أرواحهم مِنْ تعيش الحب وتفهمه و أنانيون لأنهم يدمون ولا ينتظروا أثر هذا أي إدماء لأن الخناجر و المبارد و السيوف عندهم لا عند غيرهم إنَ أن علمنا ما هو الحب ولمَ نحب فأن عالمنا يكون أفضل مِن هذا العالم الذي لا يحترم الحب و يقدس دنيا السواد.
•لا يقصد الكاتب مِنْ الجنونِ جنون المبدعين إنما جنون مَن فقدوا زِمام الأمور جنون من باعوا عقولهم لـِ اللذة القائمة على حُطامِ القلوب.
.