عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2003, 12:16 AM   رقم المشاركة : 2
بقايا جروح
(ود مميز)
 






بقايا جروح غير متصل

حياك الباريء أخت سيسبان في منتدى الأسرة

وكم نتمى أن تكتب أقلام امثالك هنا

فجزيت خير الجزاء


أما درو الأم فعلى مدى التاريخ القريب والبعيد ظهرت أسماء لامعة كتبت بصفحات بيضاء ناصعة في تاريخ أمتنا

وتلك الأسماء سواء كانت قائدة أومجاهدة أوعالمة أومصلحة وأيا كان موقعها

لابد أن وراء بروزها وظهورها امرأة صالحة كان لها أثر كبير في إعدادهم حتى صاروا

إلى ما صاروا إليه وهذا الأمر ليس حكراعلى المسلمين بل يعترف الصادق من سائر الأمم بدور المرأة العظيم

كما قال دنكول أحد الزعماء الأمريكان حين هنئ: لا تهنئوني وإنما هنؤوا أمي التي رفعتني إلى مقامي هذا

ولسنا بحاجة إلى أن نستعرض سيرة هذا الرجل وأشباهه ودور أمه

فأمامنا صفحات واسعة قد لا نستطيع أن نأتي بجزء يسير منها في هذه المقالة

أعتذر إن كنت سأطيل في القصة لكنها مفيدة وتبين الفرق بين الأمهات

عبد الله بن الزبير دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم فقال: يا أمه خذلني الناس حتى أهلي وولدي

ولم يبق معي إلا اليسير ممن لا دفع له أكثر من صبر ساعة من نهار وقد أعطاني القوم ما أردت من الدنيا فما رأيك

فقالت: الله الله يا بني إن كنت تعلم أنك على حق كنت تدعو إليه فامض عليه ولا تمكن من رقبتك غلمان بني أمية فيلعبوا بك وإن كنت أردت الدنيا فبئس العبد أنت أهلكت نفسك ومن معك وإن كنت قلت أنك على حق فلما ضعف أصحابي ضعفت فليس هذا فعل الأحرار ولا من فيه خير كم خلودك في الدنيا ؟ القتل أحسن مايقع بك يابن الزبير والله لضربة سيف في عز أحب إلي من ضربة سوط في ذل

فقال : يا أماه أخاف إن قتلني أهل الشام أن يمثلوا بي ويصلبوني

فقالت: يا بني إن الشاة لا يضرها السلخ بعد الذبح فامض على بصيرتك واستعن بالله

وحين قتل رضي الله عنه دخل ابن عمر المسجد فأبصره مطروحا قبل أن يصلب فقيل له: هذه أسماء فمال إليها وعزاها

وقال: إن هذه الجثث ليست بشيء إن الأرواح عند الله عز وجل

فقالت له أسماء رضي الله عنها: وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل

وحينما دخل عليها الحجاج بعد قتل ابنها فقال : يا أمه إن أمير المؤمنين وصاني لك هل لك من حاجة

قالت: لست لك بأم ، ولكني أم المصلوب على الثنية ومالي من حاجة ولكني أحدثك: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج من بني ثقيف كذّاب ومبير"

فأما الكذاب فقد رأيناه - تعني المختار- وأما المبير فأنت فقال لها: مبير المنافقين

إن تلك الروح التي كانت لدى أسماء رضي الله عنهاهي التي زرعت الاستبسال والشجاعة في ابن الزبير رضي الله عنهما

ويحتاج المصلحون الذين يضحون بأنفسهم ودنياهم ثمنا لعقيدتهم ودعوتهم إلى مثل هذه الأم التي تدفعهم إلى ميدان البطولة والاستشهاد

وتحمل ما يصيبهم من الجهر بكلمة الحق وبعيدا عن تلك الأم التي تخذّل وتخاف على ابنها من مصائب الدنيا

وفي ميدان العلم والفقه كان للأم دورٌ بارز في إعداد الرجال

فهذا سفيان الثوري رحمه الله الإمام المحدث الذي قال فيه الأوزاعي: لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضى إلا سفيان الثوري

لقد كان سفيان ثمرة أم صالحة كما روى الإمام أحمد بسنده عن وكيع قال: قالت أم سفيان لسفيان: يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي

أي: تكفيه نفقته وشؤون حياته حتى يتفرغ للعلم وقالت له توصيه: يا بني إذا كتبت

عشرة أحرف فلم تر في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك فإنها تضرك ولا تنفعك

ولله در القائل :

وليس النبت ينبت في جنان *** كنبت ينبت في الفـــلاة

وهل يرجى لأطفال كمـال *** إذا ارتضعوا ثُدي الناقصات

أتكون قادرة على أن تنتج ابنا يحمل السلاح والجهاد في سبيل الله حين تفتقد الأمة إلى أمثاله؟

أفتنتج مصلحا يدع الدنيا ويطلقها ليحمل على عاتقة أمانة الدعوة ومسئوليتها؟

أتكون تلك المرأة التي تربي ابنها على حب الدنيا والتعلق بها وبمتاعها الزائل

أو تربيه على أن يلبي داعي شهواته ورغباته فلا ترى أن يكدر له نومه ولا أن تقلق راحته ولا أن يهب عليه الهواء

أتكون هذه الأم قادرة على أن تنتج طالبا للعلم حاملا لرسالته متحملا المشقة واللواء

والنصب في سبيل تحصيل العلم الذي ينفعه الله سبحانه وتعالى ويهديه به ومن ثم يحمله بعد ذلك إلى أمته

إن أولئك الذين يتحدث عنهم التاريخ من القادة والمصلحين والحكماء والعلماء والدعاة

وغيرهم من العظماء إما أن تكون وراء كل واحد منهم أم صالحة تعاهدته بالرعاية

والتنشئة

أو أن يكون يتيما أو يكون قد ألقى بوصايا أمه المخذّلة وراء ظهره لأن أولئك الذين يرضعون الجبن ويتربون في كنف الذلة والعار لا يرتجى منهم أن يصلوا إلى هذه المنازل ولا أن يبلغوها

والأمة أحوج ما تكون إلى هؤلاء المصلحين والعلماء والدعاة والقائلين بالحق والقادة والمجاهدين

فهلا أخذت المرأةعلى عاتقها أن تعد ابنها ليكون من هؤلاء ؟؟

هلا أخذت على عاتقها وهي تداعب ابنها وهو صغيرأن يبلغ مبلغ الرجال وأن تعده لذلك

وتربيه على هذه المهمة وأن تنشئه من صغره حاملا لقضية الإسلام وأمة الإسلام

لا يعيش لنفسه إنما يعيش لله سبحانه وتعالى ويشعر بأن الدنيا لا قيمة لها وأن الدنيا لا تعدل جناح بعوضة

حين تقوم المرأة بهذا الجهد فإنها تقدم خيرا عظيما لهذه الأمة وتؤدي دورا لن يؤديه غيرها فهلا انتبهت المرأة إلى ذلك

أعرف أنكم تقولون هذا كلام المثالية وااللاواقعية ........لكن أطرح تساؤل واحد فقط اريد جوابه

مارأيكم بأمهات أبناء الشعب الفلسطيني وهم كل يوم نرى كل ام تفتخر الا يمكن بعد سنوات نحتاج لأمهات أمثالهم

أظن كلامي قريبا من الواقع الذي نريد الابتعاد عنه لأننا لانريد الواقع لأنه أسود