يا نساءً بعمائم ولحى
خطب ابن الجوزي ، رحمه الناس ، أيام الغزو الصليبي لبلاد المسلمين في المسجد الأموي ، فقال :
أيها الناس : مالكم نسيتم دينكم ، وتركتم عزتكم ، وقعدتم عن نصر الله ، فلم ينصركم ؟!
حسبتم أن العزة للمشرك ، وقد جعل الله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .... يا ويحكم ،
أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم يخطر على أرضكم التي سقاها بالدماء آباؤكم ،
يذلكم ويستعبدكم وأنتم كنتم سادة الدنيا ،
أما يهز قلوبكم وينمي حماستكم مرأى إخوان لكم قد أحاط بهم العدو ، وسامهم ألوان الخسف ،
أفتأكلون وتشربون وتتنعمون بلذائذ الحياة وإخوانكم هناك يتسربلون اللهب ،
ويخوضون النار ، وينامون على الجمر ؟؟!
يا أيها الناس : إنها قد دارت رحى الحرب ،
ونادى منادي الجهاد ،
وتفتحت أبواب السماء ،
فإن لم تكونوا من فرسان الحرب ،
فافسحوا الطريق للنساء يدرن رحاها ،
واذهبوا فخذوا المجامر والمكاحل يا نساء بعمائم ولحى
أولا ... اذهبوا إلى الخيول ، وهاكم لجمها وقيودها ....
يا ناس أتدرون مما صنعت هذه اللجم والقيود ؟؟!
لقد صنعتها النساء من شعورهن لأنهن لا يملكن شيئاً غيرها .
هذه والله ضفائر المخدِرات لم تكن تبصرهن عين الشمس صيانة وحفظاً ، قطعنها لأن تاريخ الحب قد انتهى ،
وابتدأ تاريخ الحرب المقدسة ، الحرب في سبيل الله ، ثم الدفاع عن الأرض والعرض .
فإذا لن تقدروا على الخيل تقيدونها ، فخذوها فاجعلوها ذوائب لكم وضفائر ، إنها من شعور النساء ، ألم يبق في نفوسكم شعور ؟؟ّ
وألقى اللجم والقيود من فوق المنبر على رؤوس الناس وصرخ ...
ميدي يا عمد المسجد ، وانقضي يا رجوم ، وتحرقي يا قلوب ألماً وكمداً ، لقد أضاع الرجال رجولتهم .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
التعقيب :
رحمك الله يا ابن الجوزي ، هذا قولك لأُناس بلغ ملكهم الأندلس وبلاط الشهداء ،
فماذا ستقول لنا ؟؟
وبم ستصفنا سيدي الجوزي لو رأيت حالنا اليوم ؟؟؟!!!